كان اول لقاء بالرجل الذي عمل الى جانب الرئيس الشهيد من بداية 1974 حتى الاحتلال في 9 نيسان 2003، على وعد بلقاءات اخرى تالية . ولهذا ربما يأتي هذا الحوار مشتتا بين مواضيع متفرقة ، فالمحاور يريد ان يعرف كل شيء مرة واحدة والرجل لديه كم هائل من المعلومات حتى انه يحتاج زمنا طويلا لترتيب تلك المعرفة. ولهذا نقدم لكم اليوم هذه اللمحات ، واذا كان لديكم اية اسئلة حول الرئيس الشهيد صدام حسين فنرجو ان ترسلونها ونعدكم بحملها اليه للاجابة عليها كلما أمكن .
لن نستطيع ان نكشف عن شخص الرجل الذي حاروناه ولا الوظيفة او الوظائف التي شغلها طوال هذه المدة ، ولكنه كان في السنوات العشرة الاخيرة اكثر اقترابا من الشهيد بحكم منصبه . كما اننا تحاشينا الاسئلة التي يمكن ان تحرج الاحياء او تعرض حياتهم للخطر .
- من كان يكتب له الخطب ؟
- كان يكتبها بنفسه ولكنه كان يحب ان يأخذ رأي الاخرين قبل اذاعتها . كان يرسل الخطبة الى مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية وقد تشكلت لجنة حزبية وسياسية (وزيرالخارجية ) واعلامية (وزير الاعلام) وفنية (السكرتير الصحفي) . بل انه كان يحب ان يأخذ رأي الاخرين في كل ما يكتبه من رسائل او خواطر .
- وهل كان يجري تعديل على خطبه ؟
- في بعض الاحيان واكثر من كان يطلب التعديل او يضع مقترحات هو السيد طارق عزيز . وفي البداية كان الراحل يكتب جملا طويلة قد تستغرق الجملة الواحدة اكثر من صفحة ، وكانت اللجنة تساعد في تقطيع الجمل . ولكن في التسعينات كان اسلوبه في الكتابة قد تغير واصبح اكثر وضوحا ودقة .
- تقول انه كان يكتب خواطر ؟
- نعم وقد كتب في التسعينات مواضيع عن "مفهوم التوكل" و "الجبر والاختيار " و "الدعاء" وحين أخذ رأينا في الموضوع الاخير كان رأيي الالتزام بدعاء النبي ابراهيم عليه السلام : أي ان يبدأ بنفسه فالاقرب حتى يصل الى العام "ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" ولكن السيد عزة ابراهيم كان له رأي آخر.
- الاحظ انها كلها مواضيع فقهية . وقد كان اتجاهه الى الدين واضحا خلال التسعينات ولكن ماذا عن قبل ذلك ؟
- كان يصلي منذ ان عرفته في شبابه . ربما كنا نحن لا نؤدي كل الفروض ولكنه كان مداوما على الصلاة في اوقاتها .
- يجرنا هذا عن الحديث عن الشعر والرواية . هل بدأ يكتب الشعر قبل الأسر ؟ لأني لم اطلع على اشعار له قبل هذا .
- كان يكتب وقد ضمنها رواياته مثل "القلعة الحصينة" و" اخرج منها يا ملعون" وقد درس العروض على يد شاعر ، ولكن ظل الكثير من شعره غير موزون .
- اعتقد انه ذكر ذلك في روايته "القلعة الحصينة"
- هذا صحيح .
هذا مقطع من تلك الرواية حول الشعر . وهو يتحدث على لسان بطل الرواية –صباح – الذي يرمز له :
وترنم ببيت من الشعر او النثر المنظوم المقفى كما يسميه :
اطلال تنبيء ما تنبي لمقبلها
حزنا وسقما على اسرار غاديها
ثم اطلق حسرة عميقة وسكت
-هل تقول الشعر ام تحفظه ياصباح ؟
-انا اقول مايشبه الشعر احيانا ياشاترين ، ربما ينقصه الوزن لأن لهذا شأنا آخر ، لذلك اسميه النثر المنظوم المقفى ، اذا جاز لي استحداث هذه التسمية ان لم يسبقني اليها احد .
ولكن هذا البيت يبدو لغير المتخصصة مثلي كأنه موزون ومقفى ، قالت شاترين
فأجاب صباح:
-نعم ، هذه المرة اعتقد انه موزون .. وسكت "
قال محدثي :
- على ذكر القلعة الحصينة ، حين بدأ يكتبها وهي رواية تجاوزت الألف صفحة في البداية (الرواية المطبوعة 713 صفحة ) وكان يبعثها فصلا فصلا لأخذ الرأي .. تحيرنا من اسم – شاترين- وهي ترمز للكرد ، فهو لم يكن حسب علمي اسما كرديا معروفا ، وقد سألنا بعض الاكراد في الدوائر المقربة فأكدوا انه ليس من اسماء الكرد . وحين اوصلنا هذا الرأي للرئيس الشهيد ، قال:اصبروا حتى انتهي من الفصل الاخير وسوف تعرفون . وفي الفصل الاخير طلبت شاترين تقسيم القلعة (وترمز للعراق) وكل يأخذ حصته منها ويغلق بابه عليه (كما يطالبون الان ) . وهكذا وضح اختيار الراحل للاسم ، بما معناه انه ليس هناك كردي عراقي اصيل يطالب بهدم القلعة ليأخذ كل حصته من الارض .
لن نستطيع ان نكشف عن شخص الرجل الذي حاروناه ولا الوظيفة او الوظائف التي شغلها طوال هذه المدة ، ولكنه كان في السنوات العشرة الاخيرة اكثر اقترابا من الشهيد بحكم منصبه . كما اننا تحاشينا الاسئلة التي يمكن ان تحرج الاحياء او تعرض حياتهم للخطر .
- من كان يكتب له الخطب ؟
- كان يكتبها بنفسه ولكنه كان يحب ان يأخذ رأي الاخرين قبل اذاعتها . كان يرسل الخطبة الى مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية وقد تشكلت لجنة حزبية وسياسية (وزيرالخارجية ) واعلامية (وزير الاعلام) وفنية (السكرتير الصحفي) . بل انه كان يحب ان يأخذ رأي الاخرين في كل ما يكتبه من رسائل او خواطر .
- وهل كان يجري تعديل على خطبه ؟
- في بعض الاحيان واكثر من كان يطلب التعديل او يضع مقترحات هو السيد طارق عزيز . وفي البداية كان الراحل يكتب جملا طويلة قد تستغرق الجملة الواحدة اكثر من صفحة ، وكانت اللجنة تساعد في تقطيع الجمل . ولكن في التسعينات كان اسلوبه في الكتابة قد تغير واصبح اكثر وضوحا ودقة .
- تقول انه كان يكتب خواطر ؟
- نعم وقد كتب في التسعينات مواضيع عن "مفهوم التوكل" و "الجبر والاختيار " و "الدعاء" وحين أخذ رأينا في الموضوع الاخير كان رأيي الالتزام بدعاء النبي ابراهيم عليه السلام : أي ان يبدأ بنفسه فالاقرب حتى يصل الى العام "ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" ولكن السيد عزة ابراهيم كان له رأي آخر.
- الاحظ انها كلها مواضيع فقهية . وقد كان اتجاهه الى الدين واضحا خلال التسعينات ولكن ماذا عن قبل ذلك ؟
- كان يصلي منذ ان عرفته في شبابه . ربما كنا نحن لا نؤدي كل الفروض ولكنه كان مداوما على الصلاة في اوقاتها .
- يجرنا هذا عن الحديث عن الشعر والرواية . هل بدأ يكتب الشعر قبل الأسر ؟ لأني لم اطلع على اشعار له قبل هذا .
- كان يكتب وقد ضمنها رواياته مثل "القلعة الحصينة" و" اخرج منها يا ملعون" وقد درس العروض على يد شاعر ، ولكن ظل الكثير من شعره غير موزون .
- اعتقد انه ذكر ذلك في روايته "القلعة الحصينة"
- هذا صحيح .
هذا مقطع من تلك الرواية حول الشعر . وهو يتحدث على لسان بطل الرواية –صباح – الذي يرمز له :
وترنم ببيت من الشعر او النثر المنظوم المقفى كما يسميه :
اطلال تنبيء ما تنبي لمقبلها
حزنا وسقما على اسرار غاديها
ثم اطلق حسرة عميقة وسكت
-هل تقول الشعر ام تحفظه ياصباح ؟
-انا اقول مايشبه الشعر احيانا ياشاترين ، ربما ينقصه الوزن لأن لهذا شأنا آخر ، لذلك اسميه النثر المنظوم المقفى ، اذا جاز لي استحداث هذه التسمية ان لم يسبقني اليها احد .
ولكن هذا البيت يبدو لغير المتخصصة مثلي كأنه موزون ومقفى ، قالت شاترين
فأجاب صباح:
-نعم ، هذه المرة اعتقد انه موزون .. وسكت "
قال محدثي :
- على ذكر القلعة الحصينة ، حين بدأ يكتبها وهي رواية تجاوزت الألف صفحة في البداية (الرواية المطبوعة 713 صفحة ) وكان يبعثها فصلا فصلا لأخذ الرأي .. تحيرنا من اسم – شاترين- وهي ترمز للكرد ، فهو لم يكن حسب علمي اسما كرديا معروفا ، وقد سألنا بعض الاكراد في الدوائر المقربة فأكدوا انه ليس من اسماء الكرد . وحين اوصلنا هذا الرأي للرئيس الشهيد ، قال:اصبروا حتى انتهي من الفصل الاخير وسوف تعرفون . وفي الفصل الاخير طلبت شاترين تقسيم القلعة (وترمز للعراق) وكل يأخذ حصته منها ويغلق بابه عليه (كما يطالبون الان ) . وهكذا وضح اختيار الراحل للاسم ، بما معناه انه ليس هناك كردي عراقي اصيل يطالب بهدم القلعة ليأخذ كل حصته من الارض .